أعلنت مؤسسة ADI، وهي منظمة مقرها أبوظبي تعمل على بناء بنية تحتية لتقنية البلوكتشين على مستوى سيادي، اليوم عن إطلاق شبكتها الرئيسية وممثلها الرقمي الخدمي. ويُعدّ هذا التطوّر إنجازًا محوريًا ضمن مهمتها الرامية إلى دمج مليار شخص على شبكة البلوكتشين بحلول عام 2030، إذ يقدّم الإطلاق فئة جديدة من بنية تحتية متوافقة مع متطلبات الامتثال، ومصممة خصيصًا للحكومات والمؤسسات الخاضعة للتنظيم والأسواق الناشئة.
وتُعد شبكة ADI أول شبكة بلوكتشين مؤسسية من المستوى الثاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تتميّز بالتكنولوجيا والعمق المالي القادرين على دعم التبنّي واسع النطاق. وتعتمد الشبكة على بنية معيارية تدعم شبكات L3 اختيارية، ما يمكّن المؤسسات حول العالم من إطلاق تطبيقات مُصممة وفق احتياجات كل ولاية قضائية أو قطاع، من دون التفريط بقابلية التشغيل البيني أو التوسع أو مستوى الأمان الذي يتطلّبه الانتشار العالمي.
وفي هذا السياق، نجحت المؤسسة في إبرام شراكات مع 50 مؤسسة رئيسية وأكثر من 20 دولة، مما يتيح لها الوصول إلى نحو 500 مليون شخص. ومع إطلاق الشبكة الرئيسية، سيبدأ الشركاء في نقل برامجهم التجريبية إلى الإنتاج الفعلي عبر شبكة البلوكتشين. ومن بين المشاريع الرائدة عملة مستقرة مدعومة بالدرهم الإماراتي، يطورها بنك أبوظبي الأول ومجموعة IHC ضمن الإطار التنظيمي للدولة. وتمثل هذه العملة دليلًا وطنيًا على المفهوم، يُظهر كيف يمكن لعملة مستقرة مُنظّمة العمل داخل النظام القانوني والمالي للإمارات، كما تُشكّل خطوة أساسية ضمن رؤية ADI طويلة المدى لبناء بيئة متعددة العملات الرقمية السيادية تتشارك البنية التحتية نفسها وتُحافظ على السيادة النقدية مع تعزيز السيولة عبر الحدود.
ويقوم على دعم هذه المنظومة ممثل ADI الرقمي، وهو الممثل الخدمي الأصلي الذي يُستخدم لتسوية رسوم المعاملات، وتنفيذ العقود الذكية، والتعاملات عبر نطاقات L2 وL3 القابلة للتخصيص. ومن المقرر إدراج الممثل الرقمي في منصات رئيسية حول العالم لضمان انتشار واسع وقابلية استخدام فورية منذ اليوم الأول.
وتعليقاً على الإطلاق، قال العضو الرئيسي في مجلس مؤسسة ADI والرئيس التنفيذي لشركة سيريوس الدولية القابضة، “أجاي بهاتيا”: “يمثل إطلاق الشبكة الرئيسية خطوةً فارقة في مسيرة البنية التحتية الرقمية، حيث تصبح تقنية البلوكتشين ركيزة أساسية للاقتصادات الحقيقية”.
وأشار إلى أن الجمع بين الامتثال والأمان والكفاءة يجعل شبكة ADI قاعدة مثالية للعملات الرقمية الوطنية والتمويل الترميزي وتوسيع الشمول الاقتصادي في الأسواق الناشئة.
كما قال عضو مجلس المؤسسة، “هوي نجوين تريو”: “لطالما كانت البنية التحتية العامة أساس بناء الدول، واليوم يجب أن يمتد هذا الأساس إلى الفضاء الرقمي عبر بنية تحتية عامة للهوية والمدفوعات والبيانات. وقد بُنيت شبكة ADI بمنظور سياديّ لمساعدة الحكومات على تقديم خدمات رقمية متكاملة وقابلة للتشغيل البيني ومتوافقة مع السياسات”.
وفي إطار توسعها، أبرمت المؤسسة شراكات استراتيجية مع مؤسسات وكيانات حكومية في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا، من بينها مركز أبوظبي العقاري وشركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات وشركة إيسياسوفت القابضة. وتهدف هذه الشراكات إلى تطوير تطبيقات بلوكتشين متقدمة للهوية الرقمية، وأنظمة الدفع، والطاقة، والسجلات الرقمية، وتحديث قطاع العقارات. وتُشكّل هذه المبادرات مسارات إنتاج مبكرة لخدمات وطنية مهمة، مثل سجلات الملكية الرقمية، وأتمتة سير العمل، والهويات الرقمية القابلة للتحقق، وأنظمة الدفع المتوافقة، والتي ستنتقل تباعًا إلى شبكة ADI بعد تشغيل الشبكة الرئيسية.
ويُتوقع أن يحضر قادة الشركة بقوة في أسبوع أبوظبي المالي، القمة الاستثمارية الأبرز في المنطقة، حيث سيتم الإعلان عن شراكات عالمية جديدة، في خطوة تؤكد صعود أبوظبي كمركز قيادي للأصول الرقمية وتقنيات الويب 3.0. وتستفيد المؤسسة من البيئة التنظيمية المتقدمة التي يوفرها سوق أبوظبي العالمي (ADGM)، أول جهة في المنطقة تؤسس إطارًا متخصصًا للأصول الرقمية، ما يعزز مكانة الإمارة في مجال الابتكار المالي.
ويأتي إطلاق شبكة ADI وممثلها الخدمي الرقمي في لحظة مفصلية لدولة الإمارات والمنطقة ككل، حيث انتقلت الدولة خلال السنوات الخمس الماضية من مرحلة التجارب المبكرة لتقنية البلوكتشين إلى تطبيقاتها الواسعة في القطاعات الحكومية والمالية، مع توقعات بنمو يفوق 40% سنويًا حتى عام 2030.
